أمراض تسببها أشعة الشمس

6 أمراض تسبّبها أشعة الشمس في الصيف

أشعة الشمس، رغم فوائدها العديدة للجسم مثل تحفيز إنتاج فيتامين “د”، إلا أنها قد تكون أيضًا سببًا للكثير من المشاكل الصحية إذا لم يتم التعامل معها بحذر. في فصل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد التعرض للشمس، تزداد المخاطر المرتبطة بها. العديد من الأمراض التي تتسبب فيها أشعة الشمس تصبح أكثر وضوحًا في هذا الوقت، ويجب أن تكون الوقاية منها جزءًا من روتيننا اليومي.

فيما يلي، نسلط الضوء على ستة أمراض شائعة تحدث نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس خلال الصيف:

1. حروق الشمس (Sunburn)

يعتبر حرق الجلد بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس من أكثر المشاكل شيوعًا في فصل الصيف. يحدث حرق الشمس عندما يتعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية (UV) لفترة طويلة دون حماية كافية. تعتمد شدة الحرق على مدة التعرض، نوع البشرة، وشدة أشعة الشمس. بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، يمكن أن يتسبب التعرض القصير نسبيًا في حروق شديدة.

أعراض حروق الشمس تشمل احمرار الجلد، الألم، التورم، وفي بعض الحالات، قد تحدث تقرحات أو تقشير للجلد بعد أيام من التعرض. يمكن أن تكون حروق الشمس الحادة مزعجة جدًا وقد تؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد في المستقبل.

للوقاية من حروق الشمس، يجب استخدام واقيات الشمس بانتظام وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة (من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً).

2. الجلد الجاف والتجاعيد المبكرة

التعرض الطويل لأشعة الشمس قد يتسبب في تلف طبقات الجلد العميقة ويؤدي إلى الجفاف الشديد وفقدان مرونة الجلد. الأشعة فوق البنفسجية تؤدي إلى تكسير الكولاجين والإيلاستين في الجلد، وهما البروتينات التي تعطي الجلد مرونته وشبابه. هذا يؤدي إلى تجاعيد مبكرة وجفاف في الجلد.

الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الهواء الطلق بدون حماية كافية قد يلاحظون ظهور خطوط رفيعة أو تجاعيد حول العينين والفم مع مرور الوقت. كما أن الجلد يصبح أكثر هشاشة ومعرضًا للإصابة.

من أهم النصائح للوقاية من هذه المشكلة هي ترطيب البشرة بانتظام واستخدام مستحضرات تحتوي على مكونات واقية من أشعة الشمس. أيضًا، يجب الحفاظ على مستويات الترطيب في الجسم بشرب كميات كافية من الماء وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.

3. سرطان الجلد

سرطان الجلد هو من أخطر الأمراض التي قد تنجم عن التعرض المفرط والمستمر لأشعة الشمس، خصوصًا الأشعة فوق البنفسجية. هذا النوع من الأشعة يمكن أن يسبب تلفًا للحمض النووي في خلايا الجلد، مما يؤدي إلى ظهور الأورام السرطانية. يعتبر سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وهناك عدة أنواع منه، منها الميلانوما (النوع الأكثر خطورة) وأورام الخلايا القاعدية والخلايا الحرشفية.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد هم أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، أو الأشخاص الذين تعرضوا لحروق شمس متكررة أو طويلة في مرحلة الطفولة. من أجل الوقاية من هذا المرض الخطير، من الضروري استخدام واقيات الشمس بشكل منتظم، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في الأوقات الحرجة، وإجراء فحوصات جلدية دورية للكشف المبكر عن أي تغيرات في الجلد.

4. الإجهاد الحراري (Heat Exhaustion)

الإجهاد الحراري يحدث عندما يعجز الجسم عن تنظيم درجة حرارته بشكل مناسب بسبب التعرض الطويل والمفرط للحرارة، وقد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض مثل التعب الشديد، الدوخة، الصداع، الغثيان، والتعرق المفرط. يحدث هذا المرض نتيجة لفقدان الجسم للكثير من السوائل والأملاح نتيجة التعرق الزائد في الأيام الحارة.

عوامل الخطر تشمل الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة دون الحصول على راحة كافية أو شرب كمية كافية من السوائل. يمكن الوقاية من الإجهاد الحراري عن طريق شرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب التمارين الرياضية في أوقات الحرارة العالية، وارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون.

5. الزرق الشمسي (Photokeratitis)

الزرق الشمسي هو نوع من التهابات العين التي تحدث نتيجة التعرض المباشر والمفرط لأشعة الشمس. يشمل ذلك تلف القرنية الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، ما يؤدي إلى ألم شديد في العين، احمرار، وزيادة الحساسية للضوء. قد يشعر الشخص الذي يعاني من الزرق الشمسي وكأن هناك شيء غريب في عينه، وقد يعاني من رؤية ضبابية.

هذه الحالة قد تحدث عند التعرض لأشعة الشمس مباشرة، أو حتى في البيئات الثلجية أو المائية حيث تنعكس الأشعة فوق البنفسجية. لحماية العينين، من المهم ارتداء نظارات شمسية مع حماية من الأشعة فوق البنفسجية عند التواجد في الهواء الطلق.

6. التسمم الشمسي (Sun Poisoning)

التسمم الشمسي هو حالة أكثر خطورة من حروق الشمس البسيطة، ويحدث عندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس بشكل مفرط ويظهر على الجلد طفح جلدي، بثور، وأعراض شديدة مثل الحمى، القشعريرة، الصداع، والغثيان. هذه الحالة تشير إلى تعرض الجسم لضغط حراري شديد، وعادة ما يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا.

قد يؤدي التسمم الشمسي إلى أضرار دائمة للجلد والعينين، وقد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد على المدى الطويل. لتجنب هذا المرض، يجب تجنب التعرض المفرط للشمس، ارتداء ملابس واقية، واستخدام كريمات الشمس التي توفر حماية عالية.

الوقاية والعناية بالبشرة في فصل الصيف

الوقاية من الأمراض التي تسبّبها أشعة الشمس تتطلب اتخاذ إجراءات وقائية فعالة، أبرزها:

1. استخدام واقي الشمس بانتظام: يجب اختيار واقي شمس واسع الطيف لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB) وإعادة تطبيقه كل ساعتين أو بعد السباحة.

2. ارتداء ملابس واقية: يُفضل ارتداء ملابس خفيفة وطويلة، مع قبعات واسعة الحواف لحماية الرأس.

3. الحفاظ على الترطيب: شرب كميات كافية من الماء أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الترطيب وتجنب الإجهاد الحراري.

4. تجنب التعرض للشمس في ذروة ساعات الحرارة: يُفضل تجنب الخروج في الساعات التي تكون فيها الشمس في أقوى درجاتها (من 10 صباحًا حتى 4 مساءً).

5. استخدام النظارات الشمسية: من الضروري حماية العينين من الأشعة الضارة بارتداء نظارات شمسية مع حماية من الأشعة فوق البنفسجية.

في الختام، على الرغم من أن أشعة الشمس توفر العديد من الفوائد، إلا أن التعرض المفرط لها قد يتسبب في مشكلات صحية خطيرة. من المهم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتقليل المخاطر المرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس.